روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

كلمة يورغوس مارينوس عضو المكتب السياسي للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني، خلال اللقاء الأممي اﻠ15 للأحزاب الشيوعية والعمالية في لشبونة.

أيها الرفاق و الرفيقات الأعزاء،

نشكر الحزب الشيوعي البرتغالي لضيافته و نحيي وفود الأحزاب الشيوعية المشاركة في اللقاء الأممي اﻠ15 للأحزاب الشيوعية و العمالية .

يُكرِّم الحزب الشيوعي اليوناني ألفارو كونيال، الأمين العام للحزب الشيوعي البرتغالي كقامة مميزة في الحركة الشيوعية التي تحتفل بمرور 100 عاما على ولادته .

لقد كرَّس ألفارو كونيال حياته للنضال من أجل مصالح الطبقة العاملة و لقضية الاشتراكية و كان يدافع بحرارة عن مبدأ الأممية البروليتارية .

و تشكِّل نضالات هذا الجيل من الشيوعيين مصدر إلهام لنا لنتابع بحزم أكثر كفاحنا لتحقيق المهام التي تنتظرنا و لإسقاط النظام الرأسمالي الذي عفا عنه الزمن.

الرفاق الأعزاء،

تُؤكِّد التطورات التي نعيشها التقييم القائل بأن رجعية وخطورة الرأسمالية تزدادان باستمرار، و تولدان الأزمات والحروب. و تحكمان على الملايين من العمال بالبطالة والفقر مع عجزها عن تلبية الحاجات الشعبية المتوسعة.

و يتجلى هذا الوضع في جميع أنحاء العالم، حيث من واجب الحركة الشيوعية بذل قصارى جهدها من أجل صراعها الجماهيري المستقل أيديولوجياً و سياسياً، و لاكتساب استراتيجية ثورية موحدة.

و في تقديرنا بأنه من المفروض أن يكون للمسألة المذكورة موقعها الخاص خلال نقاشات الأحزاب الشيوعية جنبا إلى جنب مع النشاط المنسق لحل المشاكل الشعبية في صدام مع قوى رأس المال.

إن الحركة الشيوعية في حاجة إلى الإجابة على سؤال حاسم يقول: عبر أي استراتيجية ستقف الحركة الشيوعية على أقدامها بقوة، و ستكون قادرة على التعبير الفعال قدر الإمكان عن مصالح الطبقة العاملة و الشرائح الشعبية على خط صدام مع همجية الرأسمالية. و مع مواجهتها للاشتراكية لا كهدف للمستقبل البعيد، بل كمسألة نشاط يومي، ما دامت راهنيتها تبرز من خلال معاناة الشعوب .

و من هذا الرأي فنحن نريد أن نركز اهتمامنا على المسائل التي يُعبر تجاهها عن وجهات نظر مختلفة و عن خلافات داخل الحركة الشيوعية مع الأخذ بعين الاعتبار أن الموقف الزاعم بقدرتنا على التقدم:" على أساس ما نتفق عليه من أمور"، هو موقف يقود إلى التهاون، و لا يسمح بإجراء فحص أعمق لنقاط الضعف و اتخاذ تدابير رامية إلى معالجة مسائل ذات أهمية استراتيجية و ضرورية لإعادة تنظيم الأحزاب الشيوعية لتؤدي دورها بوصفها طليعة الطبقة العاملة .

أولاً، لقد شغلتنا مشكلة الأزمة خلال لقاءات أممية سابقة، ولكن للأسف نلاحظ بقاء مقاربات تتحدث عن "أزمة النيوليبرالية" و عن "أزمة مالية". حيث تقتصر المقاربات المذكورة على تجريم أحد أشكال إدارة الرأسمالية مع تبرئة الإدارة الإشتراكية الديمقراطية و النيوكينزية و النظام الرأسمالي ذاته. إن هذه المواقف تُضفي سمةً مطلقة على دور الرأسمال البنكي، مع التقليل من شأن دور القطاعات الأخرى لرأس المال، عبر تجاوز واقع تشابك الرأسمال الصناعي مع البنكي ودور الرأسمال المالي الذي هو سمة مميزة للرأسمالية في أعلى مراحلها، في مرحلتها الإمبريالية الحالية .

إن المشكلة هي أعمق و هي متعلقة بقوانين عمل النظام. حيت تتمظهر الأزمة في الدول الرأسمالية بشكل دوري بغض النظر عن شكل الإدارة البرجوازية .

إن الشعوب هي بصدد أزمة فرط  إنتاج و تراكم رأسمالي، كانت قد تشكلت شروطها في ظل ظروف صعود الاقتصاد الرأسمالي .

إن أساس الأزمة الرأسمالية التي توقف الإنتاج الموسع لرأس المال الاجتماعي، هو متواجد في التناقض الأساسي للنظام أي في الطابع الاجتماعي للإنتاج والتملك الرأسمالي لنتائجه بسبب الملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج. إن هذا هو على وجه التحديد مصدر القيمة الزائدة و الاستغلال، ومصدر التنمية الغير متكافئة التي تميز النظام.

حيث يُفاقم كل من تعزيز الاحتكارات وتدويل الاقتصاد الرأسمالي، من النمو الفوضوي و التناقضات بحدة أكبر، و يقود نحو أزمات أعمق و منافسات أكثر شراسة بين أكبر المجموعات الإقتصادية و أعتى الدول الرأسمالية، و إلى توشيك حدوث الحروب الامبريالية .

هذا و تجلَّت خلال الأزمة مشاكل متعلقة بنضال الأحزاب الشيوعية و الحركة العمالية الشعبية، و اسمحوا لنا أن نذكر بعض الأمثلة على ذلك.

فرضت الحكومات البرجوازية والليبرالية و الإشتراكية الديمقراطية في اليونان مع مشاركة اليسار الحاكم، تدابيراً قاسية ضد شعبية. و جرى توقيع مذكرات واتفاقات اقتراضية مع الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، ولكن الهجوم على الحقوق العمالية و الشعبية ليس متعلقاً حصراً بالمذكرات، كما يدَّعي حزب اليسار الأوروبي و غيره من قوى الإنتهازية في أوروبا لدعم "الخط المناهض للمذكرات" و لتبرئة الإستراتيجية العامة لرأس المال.

إن الحقيقة هي أن التدابير التي فرضت هي من ضمن استراتيجية الإتحاد الأوروبي واستراتيجية الإحتكارات، و جرت عبر استخدام عمليات إعادة هيكلة رأسمالية منذ مطلع التسعينات. حيث تستهدف هذه الإستراتيجية تقليص سعر قوة العمل، وتعزيز تنافسية الإحتكارات الأوروبية تجاه منافستها، و خاصة تجاه كبرى المجموعات الاقتصادية للقوى الرأسمالية الصاعدة أي للصين والهند و البرازيل، حيث يتواجد سعر قوة العمل في مستويات شديدة الإنخفاض .

و ضمن هذا السياق، لا تُطبق هذه التدابير الضد شعبية حصراً في الدول التي أقدمت على توقيع المذكرات، بل في العديد من غيرها من الدول الرأسمالية في أوروبا، و في جميع أنحاء العالم .

حيث يحتدم خلال الأزمة سجالٌ حول أشكال إدارة الاقتصاد الرأسمالي .

لقد تشكَّل في اليونان تكتلان للقوى الاقتصادية والسياسية. يحتوي أولهما في نواته على حكومة حزبي الباسوك و الجمهورية الجديدة إلى جانب الإتحاد الأوروبي، و يُعبِّر عن تأييد لسياسة مالية قاسية، و ثانيهما هو المحتوي في نواته على حزب سيريزا وصندوق النقد الدولي والولايات المتحدة، و هو يدعم تبني سياسة مالية أقل قساوة تهدف إلى تعزيز تمويل الدولة للاحتكارات. و يتجاوب كِلا الإقتراحين الإداريين المذكورين مع حاجات قطاعات معينة من رأس المال، حيث يُشكِّلان جُزءاً من التنافس الإمبريالي البيني الأشمل.

و يمكننا القول استنتاجاً، أن كافة أشكال الإدارة البرجوازية تخدم ربحية الاحتكارات من خلال فرض تدابيرٍ ضد شعبية و تشديد استغلال الطبقة العاملة و مفاقمة وضع الشرائح الشعبية .

و على أساس الأشكال المختلفة لإدارة النظام (الليبرالية منها أو الكينزية) يُروج و يُدفع في اليونان لقيام عملية إعادة صياغة المشهد السياسي، بغرض تمكين الطبقة البرجوازية من التحكم بالتطورات و إعاقة الصراع الطبقي، و إدراج كافة أشكال السواتر أمام نضال الحزب الشيوعي اليوناني والحركة ذات التوجه الطبقي. و تتمظهر عملية إعادة الصياغة في خلق قطب يمين الوسط مُتمحور حول حزب "الجمهورية الجديدة" الليبرالي، و خلق قطب يسار الوسط مُتمحور حول حزب سيريزا.

يود حزبنا إبلاغ الأحزاب الشيوعية عن محاولة حزب اليسار الأوروبي و غيره من القوى الانتهازية الأخرى بشكل منظم لتشويه الواقع عبر تقديم حزب سيريزا كقوة صديقة للشعب تكافح من أجل مصالح العمال ضد رأس المال. والحقيقة هي أن حزب سيريزا و باعتباره تشكيلاً انتهازياً تطور ليغدو ركيزة الإدارة الإشتراكية الديمقراطية و هو مدعوم من قبل قطاعات من الطبقة البرجوازية، حيث هو من المدافعين عن الرأسمالية و عن الاتحاد الأوروبي. وهو الحزب السياسي الذي أشاد بسياسة أوباما باعتبارها تقدمية و غذََى الأسطورة القائلة بأنه عبر انتخاب أولاند في فرنسا سوف تهب رياح جديدة للعمال في أوروبا .

كما و شكلت منظمة "الفجر الذهبي" الفاشية الإجرامية أيضاً، أحد عناصر عملية إعادة صياغة النظام السياسي البرجوازي في اليونان.

إن منظمة"الفجر الذهبي" هي طفل الرأسمالية الربيب، و قد جرى دعمها من قبل الدولة البرجوازية وآلياتها، و تنامت بالتواطؤ مع الأحزاب البرجوازية لتوظَّف كقوة رأس المال القمعية لضرب الحركة العمالية الشعبية و ضد الشيوعيين .

يقول حزبنا بأن عزل و سحق منظمة"الفجر الذهبي" هي قضية كفاح منظم للطبقة العاملة و للتحالف الشعبي. حيث لا يمر هذا الكفاح عبر ما يسمى بجبهات معاداة الفاشية، المقترحة من قبل قوى برجوازية و انتهازية، بل من خلال نضال يستهدف القضاء على الأسباب المولدة للفاشية، و إسقاط الاستغلال الرأسمالي والصدام مع الاتحاد الأوروبي المتبني لأيديولوجية عداء رسمي للشيوعية و المروج لمساواة منافية للتاريخ بين الفاشية و الشيوعية .

ثانياً، تُظهر الممارسة تفاقم التناقضات الإمبريالية البينية و احتدام التنافسات خلال ظروف الأزمة لامتلاك مجالات جديدة لاستثمار رؤوس الأموال المتراكمة والسيطرة على موارد إنتاج الثروات. و فوق هذه الأرضية تتشكل أسباب المواجهات العسكرية، والتدخلات المتعددة الأشكال و هو ما نعيشه في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط و الشرق الأوسط  والخليج وبحر قزوين و في مناطق كثيرة من العالم .

و يناهض الحزب الشيوعي اليوناني الحروب الإمبريالية، مكافحاً ضد إشراك اليونان فيها، موضِّحاً على أنه في أي حال، و أيا كان الشكل الذي ستتخذه مشاركة اليونان في الحرب الإمبريالية، يتوجب على الحزب الشيوعي اليوناني أن يكون جاهزا لقيادة تنظيم مستقل للمقاومة العمالية الشعبية ليتم ربطها مع الصراع من أجل تحقيق هزيمة الطبقة البرجوازية، و على حد سواء المحلية منها أو الأجنبية الغازية.

إن الحزب الشيوعي اليوناني مَدينٌ حينها باتخاذ مبادرة، وفقاً للظروف المحددة لتشكيل جبهة عمالية شعبية مع شعار: سيقدم الشعب الحرية و المخرج من النظام الرأسمالي الذي يجلب الحرب و "السلام" عبر وضع المسدس في صدغ الشعوب، ما دام مسيطراً".

إن لهذا الموقف أهميته الخاصة بالنسبة للحركة الشيوعية الأممية و هو يمنع احتباس الشعوب في نطاق قطاع الطبقة البرجوازية هذا أو سواه أو في هذا التحالف الامبريالي او غيره. و أكثر من ذلك بكثير حيث تجري في السنوات الأخيرة محاولة تمرير مفهوم ما يسمى ﺑ" العالم المتعدد الأقطاب" مع وضع بعض المعضلات الواهية الهادفة لتضليل الشعوب و توريطها في التنافسات الإمبريالية البينية .

ثالثاً، إن لموقف الشيوعيين والشعوب ضد النظام الإمبريالي والإتحادات الإمبريالية هو ذو أهمية كبيرة. ففي سياق حديث لينين عن الإمبريالية بوصفها أعلى مراحل الرأسمالية، تطرق أولا وقبل كل شيء إلى الأساس الاقتصادي للنظام و إلى هيمنة الاحتكارات. حيث ذكر في عمله:" الإمبريالية، أعلى مراحل الرأسمالية"، ما يلي:

"إذا لم تُفهم الجذور الاقتصادية لهذه الظاهرة. إذا لم تُقدَّر أهميتها السياسية والاجتماعية، فمن المستحيل القيام  بخطوة في ميدان حل المهام العملية للحركة الشيوعية".

إن لهذا الموقف أهميته الكبيرة المتعلقة بتحليلنا .

فالاتحاد الأوروبي ليس بخطير فقط بسبب مساره التوحيدي (التكاملي)، بل نظراً لكونه اتحاداً دولياً إمبريالياً للاحتكارات. فعلى وجه السواء فإن للاتحاد الأوروبي ولغيره من الإتحادات التي ظهرت في آسيا و أمريكا اللاتينية كما و للبريكس، قاعدتها الاقتصادية المحددة المتسندة على  تعاون و دمج قوة مجموعات احتكارية ضخمة، حيث على الرغم من التناقضات المتمظهرة في صفوفها، فإن المعيار الرئيسي لها هو مصالحها الخاصة، والسيطرة على الأسواق، وبالتالي فهي ضد مصالح الشعوب وحقوقها .

إن الإمبريالية ليست مجرد سياسة خارجية عدوانية، بل هي الرأسمالية في أعلى و آخر مراحلها، هي النظام الذي تنضم إليه الدول الرأسمالية و تحتل مركزها وفقاً لقوتها الاقتصادية والعسكرية و السياسية .

و في هذه الظروف فإن مواجهة مسائل "التبعية" و "السيادة" بشكل طبقي هو ذو أهمية كبيرة. و يجب أن نفتح هذا الموضوع و أن يشغلنا، لأنه له امتدادات سياسية خطيرة جدا، حيث تقود مواجهته الخاطئة إلى دعم حلول إدارية و تحالفات سياسية مع قطاعات من الطبقة البرجوازية و مع قوى سياسية تدافع عن النظام الاستغلالي .

لقد قدَّر المؤتمر اﻠ19 للحزب الشيوعي اليوناني بأنه و في سياق التطور الغير متكافئ :" تتواجد رأسمالية اليونان في مرحلة تطورها الامبريالية، و هي متواجدة في موقع وسيط ضمن النظام الإمبريالي الدولي، و تربطها تبعيات قوية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

إن المسألة الرئيسية هي أن التنمية غير المتكافئة للرأسمالية تخلق علاقات تبعية و تبعية متبادلة غير متكافئة، ولهذا السبب ليس للمواقف التي تُظهر اليونان وغيرها من الدول ذات الموقع المتدني في الهرم الإمبريالي، أي بُعدٍ واقعي حين تقديم هذه الدول كدول واقعة تحت الإحتلال و كمستعمرات .

و بطبيعة الحال، فما دام مِقود السلطة موجوداً في يد الطبقة البرجوازية، فهي تقوم ببناء علاقات دولية مدفوعة بمصلحتها و على هذا الأساس تتنازل عن حقوق سيادية. إن كِلا مفهومي "الاستقلال" و "السيادة" هما مفهومان ذوي محتوى طبقي وينبغي معالجتهما ضمن توجُّهٍ يؤكد على أنه بإمكان الطبقة العاملة ترتيب بلادها عبر سلطتها الخاصة و أن تختار مسار تطورها الذي يتوافق مع مصالحها، و أن بإمكانها بناء علاقات دولية مماثلة عبر فك الإرتباط عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي و غيرها من الإتحادات الإمبريالية .

وعلاوة على ذلك، نود أن نسجِّل أن المستعمرات قد اختفت، باعتبارها أحد عناصر المسار التاريخي للرأسمالية. و هذا معروف فقد أسقط الاستعمار عبر نضال الشعوب و عبر إسهام كبير للاشتراكية. و قد تم قلب هذه الصفحة اليوم ولكن للأسف يُعاد إحياء مواقف تقدِّم العلاقات الغير المتكافئة القائمة بين بلدان رأسمالية ضمن النظام الإمبريالي، باعتبارها ظاهرة استعمار جديد. نحن نتكلم هنا عن بلدان ذات رأسمالية احتكارية متطورة، و ذات طبقة برجوازية عاتية و دولة مماثلة، و يجري توصفيها بأنها مستعمرات جديدة مع تَبنِّي مرحلة وسيطة كصيغة للإدارة البرجوازية من أجل حل هذه المشاكل .

رابعاً، إن تحديد سمة حقبتنا هو مسألة أساسية لمعالجة استراتيجية ثورية. حيث تظهر المعطيات الموضوعية أنه و بمعزل عن إسقاط الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي و البلدان الاشتراكية الأخرى عبر الثورة المضادة، فإن حقبتنا لا تزال حقبة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية .

و ذلك، لأن الرأسمالية قد تفسخت، و هي تعاني من تناقضات لا يمكن التغلب عليها و قد استنفدت حدودها التاريخية. إن ظهور الاحتكارات و تطورها كما و كبرى الشركات المساهمة، كما و ولادة وتطور الطبقة العاملة ودخول الرأسمالية إلى مرحلتها العليا الإمبريالية، تُشدِّد بجملتها على واقع نضوج الظروف المادية التي تسمح ببناء مجتمع جديد، مجتمع الاشتراكية الشيوعية. إن هذا يشكل عنصراً حاسماً في التحليل الماركسي اللينيني للتطورات، لأنه يُظهر وجهة نضال الأحزاب الشيوعية الواجب الإستعداد لها للتجاوب مع الكفاح من أجل الاشتراكية - الشيوعية .

و ذلك، لكي تُسهم الأحزاب الشيوعية في إنضاج العامل الذاتي و في إعداد الطبقة العاملة كطبقة طليعية في المجتمع الرأسمالي و لقيادة تحالف مع الشرائح الشعبية لاستحقاق سلطتها الخاصة.

و يستحيل تشكُّل الوعي السياسي الطبقي، عبر عناصر قديمة إدارية. فلا مكان في حقبة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية، لأية مواقف سياسية من شأنها أسْرُ الطبقة العاملة ضمن إدارة برجوازية في صيغة مراحل وسيطة بين الرأسمالية والاشتراكية، و ليس من مكان لمواقف سياسية تقول بوجوب دعم هذه أو غيرها من حكومات الإدارة البرجوازية التي تقدم تحت يافطة "يسارية" أو "تقدمية"، أو المشاركة فيها.

فالسلطة إما أن تكون برجوازية رأسمالية أو عمالية. و وسائل الإنتاج إما أن تكون ملكية رأسمالية أو اجتماعية. فالحلول التي تتحرك " داخل جدران" النظام و بالمعزل عن نواياها، لا تشكِّل صيغ مقاربة للحل الاشتراكي، بل هي تساند تأبيد الرأسمالية و تمنحها الوقت لزراعة الأوهام في صفوف العمال .

إن حزبنا لا يقلل من قيمة من الخبرة التاريخية إطلاقاً، و هو يُقدِّر بجدية حقيقة تعقيد العمليات السياسية والاجتماعية.

إننا ندرس تطورات تشيلي كما و تطورات البرتغال في سبعينيات القرن الماضي، كما و ندرس تجربة قبرص الأخيرة و تطورات أمريكا اللاتينية .

و على أساس هذه الدراسة و عبر تقديم قرائن و نتائج، باستطاعتنا القول بأنه ما من حل إدارة قد أثبت كونه طريقاً للإنتقال نحو الاشتراكية، و من المستحيل أن يكون على غير ذلك. لأن هذا الطريق الذي يُديم التناقض القائم بين رأس المال و العمل، هو عاجز عن منع تمظهر الأزمات الرأسمالية والبطالة والاستغلال، لكونه يحافظ على الأسباب التي تلدها و لأن معيار التنمية هو الربح الرأسمالي .

إن اختيار المراحل الوسيطة يخالف الموقف المقبول عموما، أي الموقف القائل بانتفاء وجود نظام اجتماعي اقتصادي بين الرأسمالية والاشتراكية-الشيوعية و انتفاء وجود سلطة وسيطة مماثلة.

و بالتأكيد، فإن الشيوعيين يكافحون من خلال البرلمانات البرجوازية للدفاع عن الحقوق الشعبية بالترابط مع إعطاء الأولوية للنشاط خارج البرلمان ولكن هذا لا علاقة له مع اعتماد الرؤية البرلمانية التي تغذي وقوع التباسات تقول بإمكانية نشوء حل صديق للشعب من خلال المؤسسات البرجوازية .

إن الطريق البرلماني المُؤلَّه على مدى الزمان من قبل قوى الانتهازية، هو أحد أهم عوامل اندماج أحزاب شيوعية قوية و انحسار نضال العمال المطلبي.

إن التاريخ يعلمنا.

أن منطق الإصلاحات و رفض الطريق الثوري، ورفض الثورة الاشتراكية هو تراجع مؤلم، و هو رفضٌ لأكثر عنصر أساسي مُميِّزٍ للحزب الشيوعي .

إن للصراع الطبقي قوانينه الخاصة التي تقوم على تناقض رأس المال - العمل الذي هو ذو سمة شاملة و هو متعلق بجميع الدول الرأسمالية. إن الصراع الطبقي لا يقتصر على تطوير النضالات لتحديد شروط بيع قوة العمل بل يتحدد من مسألة إلغاء الاستغلال الرأسمالي، و من الكفاح من أجل الاستيلاء على السلطة .

إن لِكلٍ حزب شيوعي مهمة دراسة الواقع المحدد و تطور الرأسمالية و مسار مجالات و قطاعات الاقتصاد، والتغيرات في البنية الفوقية و في البنية الاجتماعية الطبقية، من أجل رسم استراتيجية ثورية. ومع ذلك، فهذا أمرٌ، و أمرٌ آخر هو المواقف الأخرى التي تلغي الاستراتيجية الثورية بذريعة الخصوصيات الوطنية و تستبدل النضال من أجل الاشتراكية، بحلول حكومية و تحالفات سياسية متوافقة مع الإدارة البرجوازية .

إن مواجهة الاشتراكية ببساطة كموقف إعلاني هو أمر يسبب ضررا كبيراً. يِحطُّ من مكانة الهدف الاستراتيجي نفسه، أي الهدف الذي يحدد تكتيك الحزب الشيوعي و موقفه عموماً و نشاطه ضمن الحركة العمالية و الشعبية و سياسة تحالفاته.

لقد كان للشيوعية الأوروبية و لغيرها من التيارات الانتهازية إشارات نحو الإشتراكية في تصريحاتها البرنامجية، و لكن سياستها كانت تُبطل الطريق الثوري. ، حيث عملت على محاربة حتميات الثورة والبناء الاشتراكيين تحت ذريعة وجود خصوصيات وطنية. حيث يَِظهرُ مصطلح الإشتراكية في أعمال كاريليو و بيرلينغوير منزوع الجوهر، أي دون سلطة عمالية و ديكتاتورية البروليتاريا، دون تملُّك اجتماعي لوسائل الإنتاج و تخطيط مركزي.

حيث كان كِلاهما يتحدثان عن تحوُّل و دمقرطة الدولة البرجوازية، التي هي ديكتاتورية الاحتكارات، و عَمِلا على تغذية أوهام بصدد حلول صديقة للشعب ستجري من خلال الطريق البرلماني و الحكم البرجوازي والتحالف مع الإشتراكية الديمقراطية.

هذا و تتمظهراليوم أيضاً، منصات انتهازية مماثلة في خطورتها ﻠ"الشيوعية الأوروبية"، و هي مُناهضة للاشتراكية العلمية، مثل "اشتراكية السوق" و " اشتراكية القرن اﻠ21" في حين يجري حديث عن عن "اقتصاد اجتماعي" و هناك بحث عن أوتوبيا رأسمالية مؤنسنة. كما و تجري في بعض الحالات و بحجة"العولمة" محاولات للحد أو لإلغاء الأهمية الحاسمة للصراع الطبقي على المستوى الوطني .

و في كل الأحوال، فإن الجبهة ضد الانتهازية هي عنصر مواجهة ضد النظام الرأسمالي و ضد الإمبريالية، حيث يؤدي أي تسامح أو تراجع تجاهها إلى تآكل الحركة الشيوعية ومنظورها.

يقوم ما يسمى بحزب اليسار الأوروبي عبر الإمتداد و التفرُّع في جميع أنحاء العالم و بتمويل من الاتحاد الأوروبي، بإحداث أضرار كبيرة في الحركة الشيوعية، باعتباره حاملاً مروجاً لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي داخل الحركة العمالية، و هو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإشتراكية الديمقراطية، و من المطلوب مواجهته بشكل أيديولوجي سياسي صارم.

حيث يتكون جِذع الحزب المذكور من تلك القوى التي احتفلت وقت إسقاط الاشتراكية و هو متطابق مع القوى البرجوازية و مجمل القوى الرجعية من ناحية عدائه للشيوعية تحت عنوان "معاداة الستالينية".

و استنتاجاً، يمكننا القول أن المضمون الطبقي و بالتالي المضمون المعاصر، للصراع الأيديولوجي السياسي و الجماهيري، يتحدد في الوقت الحاضر عبر الصدام و القطع مع الاحتكارات و النظام الرأسمالي، و المنظمات الامبريالية. و هو يتحدد من انتظام الطبقة العاملة في مواقع العمل، وتشكيل تحالفها مع الشرائح الشعبية، وإعدادها المتعدد الجوانب من اجل إسقاط الرأسمالية، و بناء المجتمع الاشتراكي الشيوعي، وإلغاء استغلال الإنسان للإنسان .

إن من واجبنا التفكير بأن ماركس وإنجلز في وقتهما، أي في عصر الثورات البرجوازية، كانا قد تحدثا عن استقلالية صراع الطبقة العاملة الأيديولوجي و السياسي. و أمامنا مهمة للتفكير بعمق لمدى دراستهما لتجربة كومونة باريس عام 1871، حيث تحدثا عن ضرورة السلطة العمالية، و ضرورة سحق الدولة البرجوازية .

و علينا واجب التفكير في تجربة ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917، لكي نُسهم في تكييف توجهات الأحزاب الشيوعية البرنامجية، لتكييف استراتيجيتها مع ما هو مطلوب في حقبتنا .

و قد كان لينين قد شدَّد بقوله:" إن الإمبريالية هي عشية ثورة البروليتاريا الاجتماعية".

لقد تشكلت حالة ثورية بعد الحرب العالمية الأولى في ألمانيا و المجر و سلوفاكيا و إيطاليا. كما و تشكلت حالة ثورية في اليونان عام 1944 ولكن الإمكانية لم تصبح واقعاً.

و إن ما يحسم خوض المعركة بحزم، هو الإعداد الناجز للحزب الشيوعي و للطبقة العاملة لخوض مواجهات قاسية متناسبة مع متطلبات عصرنا .

لقد كان الطابع البرجوازي الديمقراطي للثورة متطابقاً مع مرحلة إسقاط الإقطاعية عندما كانت البرجوازية طبقة ثورية. أما الآن حيث أتت الرأسمالية إلى موقع الإقطاع فإن التناقض الأساسي بين رأس المال و العمل هو في احتدام.

و يذكر برنامج الحزب الشيوعي اليوناني الذي أقر بالإجماع خلال مؤتمره اﻠ19:"سيتخلص الشعب اليوناني من أصفاد الاستغلال الرأسمالي و من التكتلات الامبريالية، عند إقدام الطبقة العاملة وحلفائها على إنجاز الثورة الاشتراكية و تحقيق بناء الاشتراكية - الشيوعية. إن الهدف الاستراتيجي للحزب الشيوعي اليوناني هو تملُّك سلطة العمال الثورية، أي ديكتاتورية البروليتاريا من أجل البناء الاشتراكي الذي يمثل طَور باكورة المجتمع الشيوعي.

أي أن التغيير الثوري في اليونان سيكون اشتراكياً".

حيث القوى المحركة للثورة الاشتراكية هي الطبقة العاملة كقوة قيادية، و أشباه البروليتاريين والشرائح المضطهدة كالعاملين لحسابهم الخاص في المدن و فقراء المزارعين الذين يتعرضون لضربات الإحتكارات.

و من خلال برنامج الحزب الشيوعي اليوناني يجري تحليل مسألة العوامل الموضوعية التي بإمكانها أن تقود إلى نشوء حالة ثورية ("حيث لا يريد المُستغَلُّون أن يعيشوا ضمن أسلوب خضوعهم المعتاد للسلطة الاستغلالية سابقاً، في حين تعجز الطبقة الحاكمة...")، و تُولى أهمية خاصة لتعمُّق الأزمة الرأسمالية و لتورط اليونان في حرب إمبريالية، حيث يُرسم طريق إعداد الحزب كما و الحركة العمالية الشعبية.

يقود الحزب الشيوعي اليوناني و جبهة النضال العمالي "بامِه" الصراع الطبقي و لهما إسهام كبير في تطوير العشرات من التحركات الإضرابية و غيرها من النضالات المتعددة الأشكال. ومع ذلك فنحن نسجِّل هنا أن الحركة العمالية الشعبية لم تكن مستعدة جيدا ومنظمة لمواجهة عدوانية رأس المال في ظروف الأزمة الرأسمالية. حيث كان لسلبية ميزان القوى مع تأثير نقابيي أرباب العمل و الحكومة كما ولدور الانتهازية و الإشتراكية الديمقراطية و الأرستقراطية العمالية، الدور الحاسم من موقع دعمها لاستراتيجية رأس المال.

و في ظل الوضع الغير ثوري هذا، يولي حزبنا اليوم الأولوية ﻠ:

إعادة تشكيل الحركة العمالية لتكون قادرة على التجاوب مع احتياجات الصراع الطبقي و لاستكمال الطبقة العاملة لدورها باعتبارها طبقة طليعية في المجتمع و حاملاً للتغيير الثوري .

إن إعادة تنظيم الحركة العمالية، تعني وجود نقابات جماهيرية قوية ستكافح في توجه طبقي بالإستناد إلى العمال و العاملات و العمال الشباب والنساء والمهاجرين، عبر عمليات جماعية تضمن المشاركة في اتخاذ القرارات وتنفيذها. كما و تعزيز "بامِه" كتجمع طبقي في الحركة العمالية، و تغيير ميزان القوى ضد قوى الإصلاحية والانتهازية و نقابيي أرباب العمل و الحكومة و حوامل الشراكة الاجتماعية .

وجود منظمات حزبية قوية في مصانع و شركات ذات أهمية استراتيجية .

إن الحركة العمالية تُناضل بشكل كفاحي و منظم أجل حل كل مشكلة تواجه الطبقة العاملة على أساس معيار حاجاتها المعاصرة، عبر امتلاكها لتوجه صدام مع قوى رأس المال للإطاحة بالاستغلال الرأسمالي، مع اكتسابها لمستوى عال من الوحدة الطبقية.

حيث ستتصدَّر الطبقة العاملة عبر موقفها الرائد، بناء التحالف الشعبي الذي سيقدم رداً على مسألة كيفية تنظيم النضال لصد وحشية التدابير الضد عمالية الضد شعبية و لتنظيم الهجوم الشعبي المضاد.

إن التحالف الشعبي يعبر عن مصالح الطبقة العاملة و أشباه البروليتاريين و العاملين لحسابهم الخاص و المزارعين الفقراء و شباب و نساء الشرائح الشعبية في النضال ضد الاحتكارات و الملكية الرأسمالية و ضد دمج البلاد في الإتحادات الإمبريالية. إن التحالف الشعبي هو ذو طابع اجتماعي وله خصائص حركية تتبنى خط القطع و الإنقلاب.

و هو متشكل اليوم، فوق أساس النضال المشترك ﻠ"بامِه" التي هي التجمع الطبقي في الحركة العمالية و "باسي" في صفوف المزارعين  و "باسيفي" في صفوف العاملين لحسابهم الخاص و "ماس" الطلابية و "أوغِ" النسائية.

و هو يكافح من أجل الأجور والمعاشات و من أجل نظام تعليم و رعاية صحية عام مجاني و لحل كل مشكلة عمالية شعبية.

و هو يدافع عن رؤية تقول بأن النضال من أجل مخرج من الأزمة في صالح الشعب، هو مرتبط ارتباطا وثيقاً بفك الإرتباط عن الإتحاد الأوروبي و إلغاء الدين العام من جانب واحد.

ويرتبط النضال من أجل فك الإرتباط عن الاتحاد الأوروبي بالنضال ضد سلطة الاحتكارات و بنضال الطبقة العاملة وحلفائها في سبيل السلطة العمالية الشعبية.

و يتبنى التحالف الشعبي طرح التملُّك الاجتماعي للإحتكارات و لكافة وسائل الإنتاج المتمركزة، كما و طرح التخطيط المركزي و الرقابة العمالية الاجتماعية.

و سوف تمر عملية تحشيد و التفاف أغلبية الطبقة العاملة و جذب القطاعات الطليعية من الشرائح الشعبية حول الحزب الشيوعي اليوناني، بمراحل عدة. حيث تُشكِّل جبهات النضال – و على رأسها العمالية منها- مع صيغة (التحالف الشعبي) ذات الأهداف المعادية للإحتكارات و الرأسمالية و مع العمل الطليعي لقوى الحزب الشيوعي اليوناني الجاري في ظروف غير ثورية، مشكِّلة بذلك نموذجاً لصياغة أساس الجبهة العمالية الشعبية الثورية في الظروف الثورية.

حيث في استطاعة الجبهة العمالية الشعبية الثورية في ظروف الحالة الثورية و عبر جميع أشكال عملها أن تُصبح مركز الانتفاضة الشعبية من أجل إسقاط ديكتاتورية الطبقة البرجوازية، و أن تسيطر الروابط الثورية التي ستتولى تنظيم المجتمع و تأسيس السلطة الثورية العمالية المبنية على وحدة الإنتاج و الخدمات الإجتماعية و الوحدات الإدارية و التعاونية الإنتاجية.

و تحت مسؤولية السلطة العمالية يجري ما يلي:

يُفرض التملك الإجتماعي على وسائل الإنتاج في الصناعة و الطاقة و المياه و في مجال الإتصالات و البناء و الإنشاءات و الترميم و وسائط النقل العام و في تجارة الجملة و المفرق و في الإستيراد و التصدير و في البنى التحتية المتمركزة في مجال السياحة و الإطعام.

يفرض التملُّك الاجتماعي على الأراضي والمزارع الرأسمالية.

تُلغى الملكية الخاصة والأنشطة الاقتصادية في مجالات التعليم والصحة - الثقافة والرعاية والرياضة، و وسائل الإعلام.  و تُنظَّم  بجملتها وحصراً باعتبارها خدمات اجتماعية.

تُشكِّل مؤسسات إنتاج مملوكة من قبل الدولة لإنتاج و معالجة المنتجات الزراعية.

يجري دفع التعاونيات الزراعية الإنتاجية و الترويج لها.

و يدمج التخطيط المركزي ضمنه كلاً من وسائل الإنتاج والمواد الأولية و غيرها من المواد الصناعية والموارد، وقوة العمل في العملية الإنتاجية، و في تنظيم الخدمات الاجتماعية والإدارية. معبراً عن علاقة إنتاج و توزيع شيوعية، تربط العمال بوسائل الإنتاج و بالمؤسسات الإشتراكية.

 

لقد كان إسقاط الاشتراكية ضربة قاسية للحركة الشيوعية، حيث تُعلِّمنا أسبابه ضرورة الحفاظ الجوهري على حتميات البناء الاشتراكي، والامتثال للمبادئ الثورية لتشكُّل و وظيفة الأحزاب الشيوعية و لليقظة الأيديولوجية و السياسية لتجنب الأخطاء والانحرافات الانتهازية، حيث يشكل كل ما ذكر واجباً هاماً للغاية. و مع ذلك، تعجز الثورة المضادة عن الإلقاء بظلالها على الإسهام التاريخي والتقدم الاجتماعي المحقق من قبل الاشتراكية التي بنيت في القرن اﻠ20 الذي لا يمكن الإستعاضة عنه. و بصدد هذه المسألة، يُحكم على موقف كل حزب شيوعي، أي في مسألة دفاعه عن الاشتراكية ضد هجمات الإفتراء التي تشنها قوى البرجوازية و الانتهازية.

الرفاق و الرفيقات الأعزاء،

لقد تولى الحزب الشيوعي اليوناني مسؤولية تنظيم اللقاءات الأممية، بعد الثورة المضادة و سيواصل محاولاته من أجل العمل المشترك و صياغة استراتيجية ثورية موحدة للحركة الشيوعية على الرغم من الصعوبات.

وسوف يواصل الإسهام في اللقاءات الأممية للأحزاب الشيوعية مع الإصرار على الحفاظ على طابعها الشيوعي و معارضة المخططات و الآراء التي تدعم تحويل اللقاءات إلى فضاءٍ ﻠ"اليسار".

إن حزبنا يعارض بشدة تحويل مجموعة العمل إلى"مركز قيادي" بشكل مباشر أو غير مباشر و يرفض تبني مواقف تنتهك المبادئ الشيوعية المُجرَّبة عبر إدخال مواقف تقود إلى دعم الإدارة البرجوازية .

قدَّم الحزب الشيوعي اليوناني و يقدم قواه، كما فعل دائما في سبيل تنسيق كفاح الأحزاب الشيوعية في أوروبا، ويعتبر بأن مبادرة الأحزاب الشيوعية و العمالية من أجل دراسة و معالجة المواضيع الأوروبية وتنسيق النشاط فيما بينها، تشكِّل مكسباً في سياق النضال ضد الإتحاد الأوروبي الإمبريالي.

و في ظل ظروف أزمة الحركة الشيوعية، يدعم حزبنا فكرة إنشاء قطب ماركسي لينيني مميز، ويدعم محاولات "المجلة الشيوعية الأممية" التي تشارك فيها11 مجلة نظرية لأحزاب شيوعية.