روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

كلمة ذيميتريس كوتسوباس في اللقاء الشيوعي الأوروبي

"الأحزاب الشيوعية والعمالية في أوروبا ضد العداء للشيوعية وتزوير التاريخ من قبل الاتحاد الأوروبي والحكومات، و من أجل إعادة تشكيل الحركة العمالية، كمقدمة ضرورية في الصراع من أجل إطاحة البربرية الرأسمالية، من أجل الاشتراكية".

 

الرفاق الأعزاء،

من المعروف مرور 171 عاماً على صدور التقدير القائل للمرة الأولى أن "شبح الشيوعية يحوم فوق أوروبا".

هوذا أيضاً "الشبح" ذاته اليوم يقض مضجع الغالبية العظمى في البرلمان الأوروبي و الاتحاد الأوروبي بذاته، الذي جعل من  العداء للشيوعية سياسة رسمية له.

و حينها و منذ 171 عاماً كانت قد اتحدت "كل قوى أوروبا العجوز" ... "في تحالف مقدس لمطاردة هذا الشبح: البابا والقيصر ومِترنيخ وجيزو والراديكاليون الفرنسيون و البوليس الألماني".

في عصرنا الحالي، و تحديداً في منتصف أيلول\سبتمبر المنقضي، اتحدت في البرلمان اﻷوروبي المجموعات السياسية لحزب الشعب، و الاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين، والخضر والإصلاحيين المحافظين، لتُقِرَّ بأغلبية 535 صوتاً مؤيداً مقابل 66 صوتاً معارضاً و 52 صوتاً أبيض، قراراً معادياً للشيوعية.

و بهذا النحو اتحدت اليوم على غرار ما جرى منذ ما يقارب قرنين من الزمن، جميع القوى السياسية الرئيسية لأوروبا العجوز، ضد "شبح" الثورة الاجتماعية والعدالة الاجتماعية، وإلغاء استغلال اﻹنسان للإنسان، ضد المجتمع الاشتراكي - الشيوعي الجديد، الذي لا يزال يقضُّ مضجعهم.

و في ذلك الوقت، رأى مُؤلفا البيان الشيوعي، كارل ماركس و فريدريك إنجلز، أن " قوى أوروبا كلها أصبحت تعترف بالشيوعية كـقوة".

و في يومنا، تكشف الهجمة المعادية للشيوعية عبر القرار المخزي الصادر عن البرلمان الأوروبي، أن المُثُل الثورية للشيوعية ما زالت تلهم قوىً عمالية - شعبية في أوروبا، على الرغم من التبعات الثقيلة على الحركة الشيوعية الناتجة عن انقلابات الثورة المضادة  التي جرت في الاتحاد السوفييتي و أوروبا الوسطى والشرقية، و ذلك على الرغم مما كتب عن "نهاية التاريخ" والصعوبات الكبيرة التي يواجهها اليوم نشاط الأحزاب الشيوعية والعمالية في أوروبا.

 

و في الحاصل فإننا حاضرون هنا!

 

لكي نقول لجميع هذه القوى، لقوى أوروبا "القديمة" و "العجوز"، لجميع هذه القوى التي تدافع عن القديم، عن المجتمع الرأسمالي العفن، أن لها أسبابها لترتعد، لأن محاولاتها ستخلص للعبث.

 

إن "النهر لا يعود للخلف"! لقد "كسر الجليد و رُسم الطريق!"

 

الرفاق الأعزاء،

 

إننا لا نتجرد من واقعة حجم الهجمة المعادية للشيوعية، التي بدأ فرد طياتها على مر السنين على مستوى عموم أوروبا، و أيضاً في كل بلد أوروبي.

إننا نعلم جيداً الظروف الصعبة التي ينشط الشيوعيون ضمنها في عدد من بلدان أوروبا و في بلدان البلطيق، و في أوكرانيا وبولندا، كما و الاعتقالات المتكررة لمناضلين كما و محاكمات وسجن الشيوعيين وغيرهم من المناضلين.

و من هذا المنبر، نريد أن نعرب عن تضامن الحزب الشيوعي اليوناني مع جميع الأحزاب الشيوعية و مع الشيوعيين الذين يواجهون ملاحقات من هذا النوع.

ومع ذلك، فإننا نرى و في الذكرى الثمانين لبدء الحرب العالمية الثانية، أن القرار الأخير المناهض للشيوعية يطالب و بنحو أبعد اتخاذ و تعميم المزيد من الإجراءات اﻷقسى المعادية للشيوعية في جميع أنحاء أوروبا، مع حظر الرموز والنُصب الشيوعية و تعزيز القمع ضد الأحزاب الشيوعية.

وصل عداء الشيوعية بالاتحاد الأوروبي إلى نقطة الفِِصام، حين تقديمه الاتحاد السوفيتي كحليف لهتلر و كمسؤول مشترك عن اندلاع الحرب.

إنهم يحاولون تشويه الواقع، الذي يقول أن الحرب العالمية الثانية كانت و في كل اﻷحوال- على غرار الحرب العالمية الأولى-  نتيجة للاحتدام العظيم للتناقضات الإمبريالية البينية و للصراع من أجل إعادة اقتسام العالم.

 

حيث ازداد تفاقم هذه التناقضات مع وجود الاتحاد السوفييتي، بالترابط مع وقوع الأزمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية (1929-1933).  و اعتباراً من نقطة معينة، استحال حل مشاكل أزمة الرأسمالية العظيمة سوى عبر قيام الحرب بين الدول الرأسمالية.

 

حيث كان هدف كِلا كتلتي الإمبريالية للدول الرأسمالية الفاشية وغير الفاشية، و على حد السواء قبل وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، متمثلاً في تدمير الاتحاد السوفييتي كأول دولة عمالية اشتراكية كانت قد شكَّلت منارة لجميع الشعوب.

هذا و جرت كِلا الحربين الإمبرياليتين العالميتين و سواها من مئات مثيلاتها المحلية، في سبيل مصالح أعتى الدول الرأسمالية، و شكَّلت جرائمَ امبريالية وحشية ضد الإنسانية، احتوت على الآلاف من جرائم القتل الجماعي التي اقترفت بوحشية لم يسبق لها مثيل مع سواها من الأفعال الشنيعة.

هذه هي الحقيقة!

إن الأحزاب الشيوعية والعمالية في أوروبا ترفض حملة افتراء ما يسمى بـ "الطرفين"!

و نُبرز الإرتباط العضوي للمسخ النازي الفاشي مع الرأسمالية الاحتكارية !

و نُسجِّل أن ليس من المستغرب جمع الهجمة المعادية للشيوعية بمحاولة القوى السياسية البرجوازية تبرير الفاشية، و منح سمة البطولة لأولئك الذين تعاونوا مع النازيين في منطقة البلطيق، و في أوكرانيا و غيرها.

و يشترك في هذه المحاولة مجموع بلدان الاتحاد الأوروبي التي تصوت على مر الزمن ضد قرار "يدين إضفاء سمة البطولة على النازية" الذي تقدمه روسيا سنوياً في الجمعية العامة للأمم المتحدة ...

... و ذلك بينما، شاهدنا منذ بضع سنوات أن ليس للاتحاد الأوروبي أي مشكلة في دعم قوى رجعية و حتى لقوى فاشية سافرة، لتحقيق أهدافه الجيوسياسية مع الولايات المتحدة، في أوكرانيا...

إننا نُذكِّر شعوب أوروبا والعالم بأسره أن العلم الأحمر، علم أول دولة اشتراكية، علم الاتحاد السوفييتي هو الذي رُفع منتصراً فوق الرايخستاغ، حيث كان الجيش الأحمر قد سحق للتو الجزء الأكبر من جيوش دولة ألمانيا النازية التي زُعِم أنها لا تقهر.

لقد تبدَّى سعي الاتحاد الأوروبي في قراره المعادي للشيوعية الذي يدعو إلى إقامة "نورمبرغ" جديدة، وهذه المرة من أجل الشيوعية ... في كلامه عن "الحاجة الملحة للوعي الكامل والتقدير القانوني و اﻷخلاقي أيضا لجرائم الستالينية والديكتاتوريات الشيوعية" ...

إن هذا ليس موجهاً فحسب ضد الشيوعيين فقط، بل يهدف أيضاًُ إلى مراجعة نتائج الحرب العالمية الثانية.

هي النتائج التي حققتها أنهار دماء الجيش الأحمر و الاتحاد السوفيتي و مناهضي الفاشية و نضالات الشيوعيين للتحرير الوطني، و كفاح سواهم من المناضلين مع كافة شعوب أوروبا.

و بمناسبة الذكرى المزمعة الخامسة والسبعين لنصر الشعوب على الفاشية، نقف وقفة إجلال و تكريم نحو اللواتي و أولئك الذين ضحوا بحياتهم أو أصيبوا بإعاقة في ساحات القتال، أو عملوا في السر من أجل هزيمة الإمبريالية الفاشية. كما و أمام كل الأحزاب الشيوعية التي قادت نضالات التحرر الوطني في كافة أنحاء الأرض.

و حقيقةً، لماذا يُشنُّ الآن هذا الهجوم و بعمق ضد المُثل الشيوعية والشيوعيين، ساعة قولِ خصومنا و بكل النغمات أنهم "انتهوا" من الشيوعية و أنها "قضية خاسرة" تماماً؟

نحن نعلم أنهم يقولون كل هذا لأنهم يعرفون جيداً أنه و بمعزل عن مقدار حِبر كتاباتهم لإعلان "نهاية الصراع الطبقي"  فلن يتحقق هذا طالما "ساطع هو نجم اقتصاد السوق" المزعوم.

إن الرأسمالية، أي النظام القائم على الأرباح الناتجة عن الاستغلال، تخلق المشاكل الشعبية وتحافظ عليها وتُفاقِمها، و لا يمكنها تلبية الحاجات الشعبية المعاصرة.

إنها أسيرة تناقضها الأساسي بين العمل – رأس المال، الذي يلد البطالة والفقر والظلم للكثرة، و  أزمات رأسمالية جديدة، بينما تستعر في خلجان الرأسمالية صدامات قوية إمبريالية بينية "تبذر" الحروب وسفك الدماء و ملاييناً من المشردين اللاجئين و المهاجرين.

وعلى العكس من ذلك، فقد حلَّت الاشتراكية في القرن العشرين قضايا مهمة للعمال: كخدمات الصحة المجانية والتعليم والإسكان والقضاء على البطالة وتأمين الحق في الضمان الاجتماعي والتقاعد والراحة والثقافة والرياضة.

حيث شكَّلت المكاسب غير المسبوقة للاتحاد السوفييتي، والبلدان الاشتراكية الأخرى، ولا تزال "منارة" لكافة شعوب العالم، مما يؤكد أن "نعم" من الممكن تحقيق هذا الحلم!

باﻹمكان خلق "لحم و عظم" مجتمع آخر لا يستند على الربح الرأسمالي، مجتمع الإنسانية، الذي سيضمن "يقين اليوم القادم"  ضمن حياة تتسم بالكرامة والمعنى.

إن هدفهم هو استخدام "أطنان من الوحل" لتشويه هذه المحاولات لبناء مجتمع اشتراكي شيوعي جديد في أوروبا في القرن الماضي.

و ذلك، ليس فقط لأن "الجميع يحتطب من شجرة البلوط حين سقوطها"، بل و أيضاً، لأنهم يسعون عبر "تكفير" التجربة الاشتراكية في القرن العشرين، إلى إقناع الأجيال الشابة و بنحو خاص، بأن ما من معنى للطعن في النظام الاستغلالي، ومآزقه، و للكفاح من أجل إسقاط البربرية الرأسمالية.

و هم لا يستغلون ضمن تخطيطهم هذا فحسب الأدوات السياسية الأيديولوجية، بل و أيضاً كما نرى في العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي، فهم يستغلون اﻷجسام القضائية والشرطية والقمعية.

و هي التدابير المترابطة مع تعزيز قوى قومية و عنصرية و يمينية متطرفة و فاشية "تطل برأسها" وتستخدم كمخافر متقدمة   لخدمة مصالح الطبقة البرجوازية.

 

 

 

 

الرفيقات و الرفاق،

 

لسوء الحظ، فإن لقوى مختلفة تحدد نفسها في فضاء "اليسار والتقدم" إسهامها الخاص في العملية المعادية للشيوعية.

إننا و بالطبع بصدد، قوى الانتهازية المعروفة في أوروبا، والتي جُنِّدت منذ سنوات، منذ زمن ما يسمى بـ "الشيوعية الأوربية"  لتعمل في اﻹفتراء ضد السوفييت، و بالتركيز خاصة على فترة وضع أسس البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي. في عقدي عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، و أيضا خلال فترة قيادته نضال الشعوب ضد الفاشية الإمبريالية قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية.

و ما الذي لم نسمعه كل هذه السنوات من "المرتل اليساري" للاتحاد الأوروبي؟

دعونا نُذكِّر أن السيد تسيبراس، رئيس سيريزا والحزب الوحيد العضو في حزب اليسار الأوروبي الذي حكم، وقّع إعلاناً خلال  أيار\مايو الماضي خلال قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي في مدينة سيبيو في رومانيا، للاحتفال بإسقاط النظام الاشتراكي وتفكيكه، مدعيا: "قبل ثلاثين عاماً، حارب ملايين الناس من أجل حريتهم ووحدتهم وأُسقطوا الستار الحديدي"!.
إنه "اليسار الأوروبي" لـحزب اليسار اﻷوروبي، الذي يشارك في "احتفالات" سقوط جدار برلين، إجمالاً خلال العملية المنهجية  التي تسعى إلى تمرير وجهة نظر نحو الشباب بأن الاشتراكية هي "نظام غير حر وغير ديمقراطي" على النقيض من الرأسمالية  التي هي "واحة الحرية والديمقراطية".

حيث يجري في "مطحنة" التلاعب الأيديولوجي إلقاء مفاهيم الديمقراطية والحرية "لطحنها"، لكي تخسر هذه أيضاً ملامحها التاريخية، وخاصة ملامحها الطبقية التي تحكمها.

و كأن من الممكن أبداً بقاء "الديمقراطية" عينها على مر القرون، اعتباراً من أثينا نظام الرق إلى  إنجلترا اﻹقطاع أو  إلى الثورة الفرنسية البرجوازية التي ميزت الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية، حتى أيامنا التي نعيشها في ظل الرأسمالية الاحتكارية، في عصر الإمبريالية الذي هو أيضاً عصر الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية الشيوعية.

 كانت "الديمقراطية" دائماً مختلفة، لكنها كانت دائماً خاضعة لواقعة لا جدال فيها وهي خدمتها للنظام المسيطر تباعاً.

أي أنها كانت خاضعة في المجتمعات الماضية والحاضرة للنظام الاستغلالي، لأن بإمكان الاشتراكية - الشيوعية فقط، كسلطة عمالية شعبية أصيلة، بناء طراز ديمقراطية أرقى.

و في نهاية المطاف، فإن هذا ما يسعى لإخفائه كل أولئك الذين يحكمون بالعدمية على جملة مسيرة 70 عاماً من تاريخ الإتحاد السوفييتي و خصوصاً على تلك الفترة التي تم فيها وضع أساسه الإشتراكي.

و في كل اﻷحوال، فهم يدعمون الخيارات السياسية التي تطابق الديمقراطية مع البرلمانية البرجوازية، والحرية مع الفردانية البرجوازية و مع الملكية الرأسمالية الفردية.

إن المضمون الحقيقي للحرية والديمقراطية في الرأسمالية هو الإكراه الاقتصادي للعبودية المأجورة وديكتاتورية رأس المال بشكل عام في المجتمع وخاصة في المؤسسات الرأسمالية.

الرفاق و الرفيقات اﻷعزاء،

يطرأ سؤال قائل: أبستطاعتنا و بأي أسلوب وضع سدٍ في وجه الهجمة المعادية للشيوعية؟

يتماشى الهجوم على الإيديولوجية الشيوعية وعلى الأحزاب الشيوعية في كل العالم مع الهجمة الجارية على الحقوق الاجتماعية والديموقراطية والنقابية و على المكاسب التي حققتها الطبقة العاملة وغيرها من الشرائح الشعبية، عبر نضالات قاسية.

إن هذا يعني أن الطبقة البرجوازية لن تتوقف، ولا للحظة عن استنباط أساليب  لضرب اﻷحزاب الشيوعية، من أجل الترويج لمخططاتها المناهضة للشعب.

و بالتأكيد، باستطاعة اﻷحزاب الشيوعية الرد و ينبغي أن ترد على هذه الهجمة.

تقول تجربة حزبنا أن العمل التنويري الكبير بين الشباب والعمال، الذي ينظمه أعضاء الحزب الشيوعي اليوناني و الشبيبة الشيوعية و أصدقائهم في صفوف الشباب و العمال، عبر تظاهرات متعددة اﻷشكال و منشورات مقابلة، يسهم بدرجة ما في مواجهة العداء للشيوعية.

و  بالإضافة إلى ذلك، فإن الدفاع عن مبادئ الثورة و البناء الاشتراكيين من موقف مبدئي، و بتزامن مع الدراسة النقدية لنتائج و أخطاء وأوجه القصور في الاقتصاد، والبناء السياسي واستراتيجية الحركة الشيوعية الأممية، والبحث الجماعي ودراسة الأسباب التي قادت إلى إعادة تنصيب الرأسمالية - وهي القضايا التي حاولنا وتمكنا من دراستها وإنجازها في بلدنا إلى حد كبير- عززت حزبنا أيديولوجياً وسياسياً، كما و كل شيوعي و كل عامل وشاب ممتلك لهذه المعرفة الجماعية.

و بغير إمكان مختلف "جبهات مناهضة الفاشية" المزعومة المكونة من قوى برجوازية أو انتهازية، مواجهة العداء للشيوعية و مواجهة إحياء القوى القومية والعنصرية والفاشية، باتساق و ثبات و نجاعة.

 

و كما كتب المفكر الشيوعي العظيم، برتولت برِخت:

"بغير اﻹمكان محاربة الفاشية، إلا باعتبارها رأسمالية في أشد صيغها فجاجة و اضطهاداً، كرأسمالية أشد وقاحة و خداعاً. و في الحاصل، كيف سيقول أحد خصوم الفاشية الحقيقة حولها، في وقت لا يريد أن يقول أي شيء عن الرأسمالية التي تُسبِّبها؟".
و يعتقد الحزب الشيوعي اليوناني أن من يستطيع و يجب أن يضع ختمه على التطورات، ليس بأحدٍ سوى الحركة العمالية لكل بلد و إجمالاً لأوروبا و العالم.

إن العامل، يفهم، ويشعر في "جِلده" أن الهجمة المعادية للشيوعية تسير جنبا إلى جنب مع الهجمة الجارية على حقوقه ...
هي الحقوق الاجتماعية والنقابية والديمقراطية التي تم اكتسبها في أوروبا في العقود الأخيرة، عبر نضالات للحركة العمالية كانت قاسية و دموية في كثير من الأحيان و قامت تحت إشعاع المكاسب الاجتماعية المحققة في الاتحاد السوفييتي وغيره من البلدان الاشتراكية.

و اليوم يجري تقليص المكاسب  العمالية و الشعبية بإسم "التنافسية" و ربحية رأس المال من قبل الحكومات البرجوازية اليمينية والاشتراكية الديمقراطية و "اليسارية" المزيفة (كحكومة سيريزا، التي كانت حتى وقت قريب في بلدنا) كما و من قبل حكومة حزب الجمهورية الجديدة التي لحقتها و وجدت "طريقاً معبدة" من سالفتها.

لأن العمال هم الذين يرون أن الشيوعيين هم الذين يقفون إلى جانبهم، عند تخفيض الأجور، وعندما يُضرب الحق في التقاعد والرعاية الصحية و حق أولادهم في التعليم، و حين تسريحهم من أعمالهم، وعند تدمير البيئة و تلويثها، من أجل مصالح الاحتكارات.

لأن العمال هم الذين يستطيعون أن يدركوا أن الهجمة على الشيوعيين، من أجل كم أفواه اﻷحزاب الشيوعية و إضعافها، هي عبارة عن هجمة موجهة ضدهم و ضد حقوقهم و تهدف إلى حرمانهم من "السند" الذي يمتلكونه اليوم و هو الذي يشكل "ساتراً "  لهم في وجه أمواج تدابير الاتحاد الأوروبي و حكوماته، المناهضة للشعوب.

لأن العمال هم من يرون أن الحزب الشيوعي اليوناني يصر على الصراع من أجل إسقاط "الطبقة الاجتماعية" الظالمة اليوم، و على الصراع من أجل بناء مجتمع جديد، خالٍ من الظلم الذي يعيشونه، دون بطالة و بؤس، دون حواجز طبقية في مجالات التعليم وفي الصحة، و دون حروب إمبريالية.

و على الرغم من الصعوبات الحالية، يرى الحزب الشيوعي اليوناني  أن باستطاعة الحركة الشيوعية اليوم في أوروبا، و عبر تجاوزها الأطروحات الخاطئة التي سيطرت على الحركة الشيوعية الأممية في العقود الماضية، والجمع بين العمل الثوري والنظرية الثورية، و بناء أسس متينة ضمن الطبقة العاملة في قطاعات اقتصادية استراتيجية مع  تعزيز مداخلتها في الحركة الشعبية العمالية، ليس أن تتصدى للهجمة المعادية للشيوعية فحسب، بل أن تضع الأسس لإعادة تنظيم الحركة العمالية وبناء التحالف الاجتماعي، و هي التي تشكِّل برأينا مقدمة ضرورية في الصراع من أجل إسقاط بربرية الرأسمالية، من أجل الاشتراكية.

,

 

 

11.12.2019